إن تبني النموذج الكفائي في الممارسة التربوية بالمغرب لم يكن نتاج مجازفة أو مغامرة، بل تفرضه مجموعة التصورات الحديثة في التربية اليوم و الممارسة العملية التي تأخذ في أولى اعتباراتها التلميذ، حريته، ميولاته ورغباته، إيقاعه في التعلم،حقوقه في الاقتراح و المشاركة و النقد و الحجاج و الوجود الفعلي. وتعتبر بيداغوجيا المشروع أرضية خصبة تتوافر فيها أغلب الشروط الموضوعية و الذاتية لتحقيق أكبر عدد من الكفايات باختصار أكبر للجهد و الوقت.
قد يثير الحديث عن المشروع عدت تساؤلات عند القارئ نظرا لصعوبة التمييز بين عدة مفاهيم هي في أصلها تحقق نفس الهدف لكنها تتفاوت من حيث الدلالة و المعنى وفي التطبيق. ومن أهم هذه المفاهيم: المشروع- مشروع العمل التربوي- مشروع المؤسسة-بيداغوجيا المشروع - المشروع البيداغوجي -طريقة المشروع- المشروع الشخصي للتلميذ .وجدير بنا أن نحاول ملامسة كل مفهوم بغية الحصول الخيط المشترك بينها و تمييز بعضها عن البعض الآخر.
المشروع:
تعرف وزارة التربية الوطنية المشروع على أنه :" أسلوب بيداغوجي يجعل المتعلم ينخرط وفق صيغة تعاقدية - صريحة أو ضمنية- في بناء معارفه، و الوسيلة الأساسية لتحقيق المشروع تكمن في برنامج الأنشطة المؤسس على حاجات واهتمامات المتعلمين، والهادف إلى تحقيق انجازات فعلية". فالمشروع يقوم على أساس نوايا معلنة ويؤطرها عقد بيداغوجي ظاهر أو مستتر، يتميز بالدينامية باعتباره ذلك التوتر المستمر بين مستوى الغايات ومستوى الممارسة. لذلك فالمشروع لا يكون نهائيا إذ بعد استنفاذه يحيلنا على إشكالات و تساؤلات جديدة بمقدار الصراع الدائم بين التنظير و التطبيق. وأهم ما يأتي به المشروع في ميدان التربية هو عنصر المشاركة، مشاركة المتعلم التلقائية إذ أغلب الأنشطة التي يأتي بها تكون مستوحاة من واقع الطفل المعيش و تخدمه بشكل يكون فيه للمشروع معنى و دلالة في حياة المتعلم.
مشروع العمل التربوي:
هو صيغة من صيغ بيداغوجيا المشروع أساسه تجنيد مجموعة من التلاميذ، وإشاعة نشاطات تربوية محركها الأساس الرغبة في تحقيق الهدف المروم تحقيقه. فهو بهذا التعريف قريب من المشروع البيداغوجي بل ويطابقه أحيانا، إذ هما تسميتان للشيئ ذاته.لكن يرتبط كل منهما بسياق تاريخي معين. فمشروع العمل التربوي ظهر في فرنسا ابتداء من سنة 1981. وقد وُضع لتحقيق جملة من الأهداف منها :-اكتشاف المتعلمين لتعدد المعارف الضرورية لانجاز المشروع -القدرة على وضع خطط و اختبارها و تنفيذها و تقويمه
- التسيير ومواقف التعاون و توزيع المهام -التعاضد في العمل الجماعي و المسؤولية الفردية.
مشروع المؤسسة:
يعرف محمد آيت موحى في كتاب"تدبير النشاط التربوي،سبل وبدائل لانفتاح المدرسة على محيطها"لمجموعة من الباحثين، مشروع المؤسسة باعتباره" برنامج عمل يعبر عن مقاصد السياسة التربوية لمؤسسة تعليمية على مدى متوسط، في إطار الالتزام بمرامي وغايات المنظومة التربوية ككل. يساهم في بلورته وإعداده و تنفيذه وتقويمه مجموعة من الفاعلين التربويين المنتمين إلى المؤسسة التعليمية. ويتيح لهذه المؤسسة، تحسين شروط العمل التربوي داخلها و الرفع من مردوديته و الانفتاح،بواسطة الشراكة التربوية، على محيطها الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي لتكون عنصرا من عناصر تنميته. "
مما سبق ذكره يظهر جليا أن مشروع المؤسسة يترجم التوجه العام للنظام التربوي على شكل برنامج يراعي خصوصيات المؤسسة التعليمية، كما أن المعنيين بإعداده يكونون من أساتذة وإداريين ومراقبين وكل من تتوافر فيهم شروط الانخراط من أطر المؤسسة، شريطة الالتزام بالتوجهات العامة للنظام التربوي. ويرتبط مشروع المؤسسة بشكل مباشر بالشراكة التربوية كأسلوب من أساليب التدبير و التسيير المعتمد على المقاربة التشاركية كأحد الحلول الناجعة ،راهنا، في تحدي هواجس المردودية و الجودة والانفتاح.
بيداغوجيا المشروع:
من الناحية البيداغوجية يعتبر المشروع استراتيجية للتعليم و التعلم، أساسها التمركز حول المتعلم، وحول عملية التعليم. قوامها مجموعة مشاريع يسعى المتعلمون إلى انجازها عبر ترجمة المشروع إلى أهداف وبرمجة الوسائل و الإجراءات التي تتيح تنفيذه و توقع الغلاف الزمني لانجازه و تنفيذه. وتتميز بيداغوجيا المشروع -كتصور- بوظائفها الممكن إجمالها فيما يلي:
- وظيفة اقتصادية وإنتاجية: كل مشروع يتطلب وسائلا و مواردا مالية وكيفية تدبيرها
- وظيفة علاجية: تجيد ظروف التكوين وإحياء الاهتمامات و الرغبات عن طريق الانخراط في المشروع.
- وظيفة ديداكتيكية.
- وظيفة اجتماعية ووسيطة: تدخل شركاء.
- وظيفة سياسية: توطيد الإحساس بالانتماء و الوطنية.
المشروع البيداغوجي:
من جملة ما يتميز به المشروع البيداغوجي كونه:
- يصف، باستعمال ألفاظ الكفايات و القدرات، مواصفات الخروج التي يجمع عليها الفرقاء العمل التربوي بخصوص نهاية التكوين أو سلك دراسي معين. وتحدد فيه أهداف قصيرة أو متوسطة المدى.
- يوضح العقد الضمني المؤسس على عمل تكويني و يشير إلى الوسائل المزمع اعتمادها وسبل تحصيل المعارف و المدد الزمنية وأساليب التقويم.
طريقة المشروع:
اعتمد ويليام كيلباتريك W.Kilpatrick على أعمال جون ديوي J.Dewey لبلورة تصور عام وواضح حول طريقة المشروع تتحدد أسسها في:
- جعل الطفل يربط جهوده جميعها بتحقيق غاية معينة بواسطة استدعاء نشاطه الذاتي وعلى " التعلم عن طريق العمل" لذلك فطريقة المشروع تقوم على مبدأ حرية المتعلم.
- يتحدد المشروع داخل هذا النطاق على أنه فعالية هادفة مطبقة في مجال اجتماعي ضمن نطاق المدرسة أي: وحدة أو فعالية أو تجربة ذات دوافع داخلية موجهة نحو هدف معين.
- قد يكون المشروع هنا فرديا ينجزه متعلم بمفرده وقد يكون جماعيا نعتمد على العمل التعاوني في تحقيقه.
- ترتبط المدرسة باحتياجات البيئة المحلية.
و نخلص إلى أن طريقة المشروع تقوم على مبدأ المراهنة على المتعلم وجعله في صلب التفكير و التأمل.و على المبدأ القائل بأن التربية"ليست فقط إعدادا للحياة، بل هي الحياة بعينها"
وقد يعتري المفهوم نوع من الخلط بينه وبين بيداغوجيا المشروع.و يكفي استذكار تلك المسافة الفاصلة بين "البيداغوجيا" و "الطريقة" لرسم حدود الفصل بين الاثنين.
المشروع الشخصي للتلميذ:
عندما كان مشكل التوجيه مطروحا على التلاميذ في مسارهم الدراسي في بعض البلدان المتقدمة، تم الإسراع إلى تبني المشروع الشخصي للتلميذ يقوم على أساس احترام حقوق الطفل في الحرية و المساواة و الاختيار و التوجيه الذاتي و المبادرة الحرة.

بعدما قمنا بملامسة المفاهيم التي، بعددها و دلالاتها المتقاربة، تثير نوعا من الغموض عند الحديث عن بيداغوجيا المشروع، يتضح لنا أنها متكاملة، بعضها عام و البعض الآخر صورة مأجرأة لمفهوم عام .كما أن للسياق التاريخي و التربوي و الظروف الذاتية و الموضوعية تكون سببا في ظهور مفهوم جديد يتجاوز المفهوم الأول، يمكن ، بالكاد، التمييز بينهما. هذا و إن الشيء المشترك بين كل هذه المفاهيم كونها، في المقام الأول، مجالات خصبة تتجسد فيها اتجاهات التربية الحديثة و تصوراتها المختلفة . هي كذلك ،في المقام الثاني، نماذج أو طرق تعتبر المتعلم مدار عملية التدريس و قطب الرحى فيها، تدعو إلى جعل المدرسة منفتحة على محيطها الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي. وتسعى في مجملها إلى تحسين المردودية بواسطة التصدي لظاهرة الفشل الدراسي.
ومن هذه المحاولة التحليلية يمكننا صياغة العلاقة بين كل هذه المفاهيم التي تحوم بالمشروع بتعبيرنا التالي: " لتحقيق مشروع بيداغوجي، نستمد المعطيات النظرية من بيداغوجيا المشروع، وظروف المؤسسة من مشروع المؤسسة، و إمكانات التلميذ الذاتية من المشروع الشخصي للتلميذ ثم نبلور مشروع عمل تربوي تتيح لنا طريقة المشروع تنفيذه"
هذه الجملة تختزل عنصر التكامل بين المفاهيم و انسجامها مع التوجهات العامة وكذا اعتبارها لكل مكونات المنظومة التربوية ومراعاتها للخصوصيات المتعلقة بكل العناصر المتدخلة في عملية التربية.

بيبليوغرافيا:
- تدبير النشلط التربوي، سبل وبدائل لانفتاح المؤسسة على محيطها :عبد اللطيف الفرابي وعبد الكريم غريب ومحمد ايت موحىو عبد العزيز الغرضاف.
- P.Gillet: construire la formation.
- Richard Etienne:projet personnel de l’élève.
- الكتاب الأبيض.

ذ.محمد وسادن
نيابة تارودانت






تقديم :

تندرج هذه المصوغة في إطار دعم عمليات تكوين الفاعلين التربويين , و تنمية كفاياتهم في مجال المستجدات التربوية عامة , و المقاربات البيداغوجية خاصة , لتفعيل مقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي يولي أهمية بالغة لتأهيل العنصر البشري , باعتباره عاملا أساسيا في إرساء صيرورة إصلاح المنظومة التربوية.

و انسجاما مع هذا التوجه , اقتضت الضرورة التربوية المبادرة إلى تكوين مستمر بكون منطلقة و أساسه المقاربة بالكفايات . بصفتها مدخلا استراتيجبا في مراجعة البرامج و المناهج و إعداد الكتب المدرسية.

و اختيار هذا المجال , يستجيب لحاجة الفترة الراهنة من الإصلاح . حيث الأولوية للتكوين القائم على الكفايات المستعرضة , باعتبارها قاسما مشتركا بمكن استثماره في جميع المستويات و التخصصات , علما أن الوزارة ستبرمج لاحقا تكوينات أخرى في المجالات التخصصية .

و تجدر الإشارة إلى أن محتويات هذه المصوغة لا يمكن اعتمادها مرجعا أساسيا وحيدا و نهائيا و مغلقا , لكونها معالم و معلومات و تقنيات يتم التعامل معها على سبيل الاستئناس لتوجيه آفاق البحث و مجالات التكوين الذاتي .

و قد تضمنت المصوغبة المكونات التالية :

- الإطار المرجعي

- الإطار المفاهيمي

- العوامل البيداغوجية الكفيلة بتحقيق الكفايات :

الوضعية التعليمية

البيداغوجية الفارقبة

التقويم

التنشيط و تقنياته

و هي مكونات تروم مساعدة الفاعلين التربويين على استيعاب الجوانب النظرية في علاقتها بالتطبيق , انطلاقا من أمثلة مستقاة من الكتب المدرسية الجديدة من جهة , و الوعي بالصعوبات المرتبطة بهذه المقاربة من جهة ثانية أخرى , فهي إذن تشكل أرضية للاستثمار , تجعل المستفيدين يشاركون بكيفية فعالة قي بناء معارفهم من خلال مكتسباتهم و تجاربهم الميدانية الخاصة .

و بما أن استراتيجية التكوين ستعتمد المقاربة العنقودية في نقل محتويات هذه المصوغة , فعلى المشرفين التربويين إدخال ما يرونه مناسبا من تعديلت و إغناءات جوهرية أثناء عمليات التكوين المختلفة .

1. الإطار المرجعي العام :

تعتبر الفلسفة التربوية الإطار المرجعي الذي يعتمد عليه أي نظام في توجيه و تنظيم نظامه التربوي . فعلى أساسها يتم التخطيط للتعليم و التعلم , و على أساسها يتم اختيار المقاربات و الطرائق التربوية ...

و مسايرة للتطورات و التغييرات التي بفرضها النظام العالمي , فإن المجتمع يحتاج إلى تربية تكوم أكثر تلاؤما مع طموحاته . و لايمكن تحقيق هذا إلا بفصل فلسفة ضامنة لتحقيق هذه الغاية ’ لأنه بدون فلسفة تربوية موجهة سيتم السقوط في العشوائية و الاعتباطية .

و لكي يكون النظام التربوي المغربي في مستوى مواجهة تحديات العصر , و تحقيق تنمية اجتماعية و اقتصادية تضمن للفرد الاندماج في المجتمع , و قدرته على التفاعل في النسيج الدولي , كان لزاما عليه تبني فلسفة تربوية تضمن التنمية المستدامة للفرد و المجتمع , ما دامت التربية هي الموجهة و الحاسمة في كل نمو و كل تطور .

و يعتبر الميثاق الوطني للتربية و التكوين هو الجسد لهذه الفلسفة التربوية , فعلى أساسه تم إنجاز الكثير من الإصلاحات ’ و في ضوئه نم تبني الكثير من المستجدات التي من بينها بيداغوجبة الكفايات .

1.1 الميثاق الوطني للتربية و التكوين كإطار مرجعي :

إذا كان الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي يحدد الفلسفة التربوية التي على أساسها تمت مراجعة مناهج التربية و التكوين المغربية ويؤكد على أنه ينبغي أن " ينطلق إصلاح نظام التربية و التكوين من جعل المتعلم بوجه عام , و الطفل على الأخص في قلب الاهتمام و التفكير و الفعل خلال العملية التربوية التكوينية و و ذلك بتوفير الشروط و فتح السبل أمام الطفل المغربي ليصقلوا ملكاتهم , و يكونون مؤهلين و قادرين على التعلم مدى الحياة " ( الميثاق الوطني للتربية و التكوين ص 10) ¸فإنه يؤكد في الوقت نفسه , على تحقيق هذه الغاية رهين بنهوض نظام التربية و التكوين بوظائفه كاملة تجاه الأفراد و المجتمع . ومن بين هذه الوظائف أن يمنح " الأفراد فرصة اكتساب القيم و المعارف و المهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية و فرصة مواصلة التعلم كلما استوفوا الشروط و الكفايات المطلوبة , و فرصة إظهار النبوغ كلما أهلتهم قدراتهم و اجتهاداتهم" ( نفس المصدر ص10)

فالملاحظ في الميثاق الوطني للتربية و التكوين أنه بربط نجاح الفرد المغربي و توافقه مع محيطه في كل مرحلة من مراحل تربيته و تكوينه , باكتساب الكفايات الضرورية لهذا النجاح و هذا التفوق . فلانتقال من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي الإعدادي يتم بالضرورة بعد استيعاب المعارف الأساسية و الكفايات التي تنمي استقلالية المتعلم "( نفس المصدر ص 32) و ولوج التلميذ إلى التعليم الثانوي التأهيلي يتم بعد اكتساب التقنية و المهنية و الرياضية و الفنية الأساسية و المرتبطة بالأنشطة الاجتماعية و الاقتصادية الملائمة للمحيط المحلي و الجهوي للمدرسة "( نفس المصدر ص35 ). و ما يلاحظ ب النسبة لأسلاك التعليم من حيث التأكيد على" اكتساب الكفايات ..." , يلاحظ أيضا بالنسبة للمجالات الأخرى كالتربية غير النظامية و محو الأمية , و التكوين المستمر و غيرهما .

1.2- دواعي اختيار مقاربة المنهاج بالكفايات .

بناء على ما جاء في الميثاق الوطني للتربية و التكوين المتضمن للفلسفة التربوية ,مت تبني المدخل بالكفايات لمراجعة مناهج التربية و التكوين المغربية عوض المدخل بالأهداف الذي كان سائدا من قبل .

ويعتبر هذا التوجه اختيارا بيداغوجيا يرمي إلى الارتقاء بالمتعلم إلى أسمى درجات التربية و التكوين ؛ إذ أن المقاربة فالكفايات تستند إلى نظام متكامل من المعارف و الأداءات و المهارات المنظمة التي تتيح للمتعلم , ضمن وضعية تعليمية , القيام بالإنجازات و الأداءات الملائمة التي تتطلبها تلك الوضعية .

و طبيعي أن مقاربة من هذا النوع , تعمل على تركيز الأنشطة على المتعلم , حيث تتمحور كل الأفعال التعليمية و التعلمية و ما يرتبط بها من أنشطة كفاعل أساسي .

و من هذا المنطلق , تبنى عناصر العملية التعليمية التعلمية وفق إيجابية المتعلم , حيث تتحد وظائف و مبادئ التعلم في قواعد منها :

* اعتبار المتعلم محورا فاعلا لأنه تبني المعرفة ذاتيا ( التعلم الذاتي ) . لذا , وجب أن تقوم كل المناشط البيداغوجية على مركزية المتعلم باستحضار سمات شخصيته من قدرات عقلية و مميزات سيكولوجية .

* توفير شروط التعلم الذاتي بفتح المجال رحبا لكي يتفاعل المتعلم مع محيطه تفاعلا إيجابيا قوامه المساءلة و البحث و الاستكشاف وفق قواعد التفكير العلمي .

* تمكين التعلم من كل الشروط و الوسائط التي تتيح له هذا التفاعل البناء في ممارسة تعلمه الذاتي . و على هذا الأساس تحتل الطرائق الفعالة ( حل المشكلات , المشروع ...) و تقنيات التنشيط و استراتيجيات التعلم الذاتي مكانا مركزيا في هذا التوجه .

* اعتبار المدرس مسهلا لعمليات التعلم الذاتي , و ذلك بما يوفره من شروط سيكوبيداغوجية و سوسيوبيداغوجية تتيح التعلم.

إن هذه القواعد التي تعتبر مقومان للتدريس الفعال المرتكز على فاعلية المتعلم ¸لم تكن حاضرة في نموذج بيداغوجية الأهداف المستند إلى المبادئ التالية :

* هندسة المدرس للأهداف التعليمية التعلمية بالعمل على تخطيطها على شكل سلوكات قابلة للملاحظة و القياس بعيدا عن اهتمامات المتعلم .

* الاهتمام بقياس المرجع التعلمي (طرائق , تقنيات , أدوات ...) وفق ما يراه المدرس مناسبا لتحقيق الأهداف التي تم تخطيطها دون اعتبار لعدة بيداغوجية مفتوحة , تتيح للمتعلم تنمية شخصيته بكل مكوناتها ( العقلية و الوجدانية و النفس ـ-حركية ) مثل ما هو معمول به في المقاربات المعتمدة على حل المشكلات و المشاريع التربوية .

* إشراف المدرس القبلي على توظيف و استثمار العدة البيداغوجية بشكل يجعل منه الفاعل الأساسي في عملية التعليم و التعلم .

* بناء المدرس لمقاييس و مؤشرات دالة على حدوث التعلم أو انتفانه (التقويم )

* بناء إجراءات قبلية/ توقعية لدعم نتائج التقويم ( ترسيخ التعلم , تصحيحه , تعديله , إكمال النقص الذي يعتربه ...)

لقد عملت هذه المبادئ على جعل المتعلم عنصرا سلبيا و منفعلا , يقبل كل تعليم مبرمج بناء على خطة و اختيار لم يكن لم يكن شريكا فيهما , فيخضع لتوقعات المدرس , منفذا لتعليماته مكتسبا في النهاية تعلما محددا و مشروطا يتميز بخاصيتين :

خاصية تجزيئية : لأنه عبارة عن سلوكات جزئية و ضيقة عبر عنها بالأهداف الإجرائية .

خاصية غيرية : لأنه نتيجة لاختيار فاعل خارجي عن ذات المتعلم , و هو المدرس .

و اعتبارا لهذه البرمجة و هذه الاختيارات و غيرها . جاءت الانتقادات الموجهة إلى بيداغوجية الأهداف عنيفة , حتى من السلوكيين أنفسهم , كما هو الأمر عند بوفام و إزنر و كانيه. وقد أثار هذا الأخير الاهتمام بفاعلية الشروط الداخلية للمتعلم و اعتبرها أمرا ضروريا لحدوث التعلم .كما عمل من جهة أخرى على تجاوز المفهوم الضيق للسلوك ( الهدف الإجرائي ) إلى مفهوم أوسع هو القدرة , وذلك لأن المفهوم الإجرائي إنجاز جزئي مرتبط بنشاط محدد و معين . "في حين أن القدرة –حسب مفهوم كانييه – تشمل إنجازات متعددة و مرتبطة فيما بينها بقواسم مشتركة ..."

وعلى هذا الأساس جاء مدخل الكفايات , اختيارا تربويا استراتيجيا ,ليجعل من المدرس فاعلا يعمل على المساهمة في تكوين القدرات و المهارات و لا يبقى منحصرا في مد المتعلم بالمعارف و السلوكات الجزئية

و من هنا يتضح أن المقاربة بالكفابات :

* تفسح الفضاء المدرسي و تجعله يشجع على التعلم الذاتي.

* تربط التعلم باهتمامات المتعلمين

* تيسر النجاح في توظيف التعلمات لحل المشكلات و ذلك بفضل ما تحققه من كفايات عبر مختلف المواد و الوحدات التعليمية ..

* تعطي للتعلمات المكتسبة في فضاء المدرسة , دلالات حقيقية .

* ترتبط بمفهوم التصرف( la conduite) الواسع و الشامل , الذي يرتبط بكل جوانب الشخصية و ليس بمفهوم السلوك ( le comportement) الضيق الذي يقتصر على المؤشرات العضوية .

بعد أن بينا أهمية المقاربة ببيداغوجية الكفايات , مقارنة مع المقاربة ببيداغوجية الأهداف , يبقى أن مفهوم الكفايات يحتاج إلى تحديد دقيق يميزه عن بعض المفاهيم القريبة منه .و يبقى أن المقاربة بالكفايات لها انعكاسات أساسية على مستوى تنظيم الوضعبات التربوية تختلف عما هي بالنسبة لبيداغوجية الأهداف .و هذا ما سيتعرض له المحور المتعلق الإطار المفاهيمي .

2 الإطار المفاهيمي .

2.1 مفهوم الكفاية ( le concept de compétence)

غالبا ما يتم الخلط بين مفهوم الكفاية و بعض المفاهيم القريبة منها , و بالخصوص المهارة و الأداء و الاستعداد و القدرة . و لإزالة اللبس الحاصل بين هذه المفاهيم و مفهوم الكفاية , سنقوم بمحاولة تحديد هذه المفاهيم قبل تحديد المفهوم المفتاح في هذا العمل ( الكفابات ) علما أنه حسب ما وصلت إليه نتائج الدراسات في علوم التربية , فإن الحدود تبقى غير نهائية

2.1.1 المهارة :

يفصد بالمهارة , التمكن من أداء مهمة محددة بشكل دقيق يتسم بالتناسق و النجاعة و الثبات النسبي .و لذلك بتم الحديث عن التمهبر ( Doron R. et Parot F 1991 ), أي إعداد الفرد لأداء مهام تتسن بدقة متناهبة . ومن أمثلة المهارات ما يلي :

مهارات التقليد التي تكتسب بواسطة تقنيات المحاكاة و التكرار , و منها مهارات رسم أشكال هندسية التعبيري و الشفوي و إنجاز تجربة

مهارة الإتقان و الدقة و أساس بنائها التدريب المتواصل و المحكم

2.1.2 الأداء ( performance)

يعتبر الأداء أو الإنجاز ركنا أساسيا لوجود الكفاية .و يقصد به القيام بمهام في شكل أنشطة أو سلوكات آنية و محددة و قابلة للملاحظة و القياس , و على مستوى عال من الدقة و الوضوح ( Legendre R 1988)

2.1.3 الاستعداد ( aptitude)

الاستعداد يعني مجموعة من الصفات الداخلية التي تجعل الفرد قابلا للاستجابة بطريقة معينة وقصدية ( نفس المرجع ) ، أي أنه مؤهل لأداء معين بناء على مكتسبات سابقة , ومنها القدرة على الإنجاز و المهارة في الأداء. و لذلك يعتبر الاستعداد دافعا للإنجاز لأنه الوجه الخفي له .و تضاف إلى الشروط المعرفية و المهارية شروط أخرى سيكولوجية , فالميل و الرغبة أساسان لحدوث الاستعداد .

2.1.4 القدرة ( la capacité )

2.1.4.1 تقريب مفهوم القدرة

القدرة هي الحالة الني يكون الفرد فيها متمكنا من النجاح في إنجاز معين , كالقدرة على التحليل و التركيب و المقارنة و التأليف ...

و يعرف ميريو ( Merieu 1990 ) القدرة بأنها " نشاط فكري ثابت قابل للنقل في حقول معرفية مختلفة ¸فهي مصطلح يستعمل غالبا كمرادف للمعرفة –الفعل ( savoir faire ) . فلا توجد أي قدرة في شكلها الخام و هي لاتظهر إلا من خلال تطبيقها على محتوى معين ط

يستنتج من هذا التعريف أن القدرة لا تظهر إلا من حلال تطبيقها على محتويات متعددة و نذكر :

* تحليل جملة

* تحليل نص أدبي

* تحليل وضعية – مسألة في الرياضيات

* إلخ...

2.1.4.2 تصنيف القدرات

يلاحظ أن الدارسين المهتمين بهذا الموضوع يختلفون أحيانا في تصنيفها . و رغم أن هذا الاختلاف لا يؤدي إلى التعارض , إلا أنه يمس الدقة في التحديد. ومن بين صنافات القدرات , سنقدم ثلاثة أنواع : التصنيف حسب جوانب الشخصية و التصنيف حسب ربط القدرات بأنواع الذكاء و التصنيف حسب نوعية " الفعل و المعارف ط

أ - التصنيف حسب مجالات الشخصية

لا يشير الذي جاء به ميريو ( Merieu) إلا إلى القدرات المعرفية و ذلك راجع في نظر دوكتيل و رو يجرس(Deketele et Roegiers ) إلى أن جل القدرات التي تطورها المدرسة هي قدرات معرفية 0 و مع ذلك فإن هذا لا يجب أن ينسينا أن هناك , إلى جانب القدرات المعرفية , القدرات التالية :

القدرات الحس حركية

القدرات سوسيو- حركية

و لتوضيح هذه الأمثلة الثلاث , يمكن تقديم أمثلة لكل واحدة منها :

القدرات المعرفية : كالقراءة و المقارنة و التلخيص ...

القدرات الحس – حركية : كالرسم و التلوين...

القدرات السوسيو – عاطفية : كالإنصات و التواصل ...

و نشير إلى أن هناك قدرات ترتبط بالجوانب الثلاث ( معرفية ، حس – حركية ، سوسيو – عاطفية ) في الوقت نفسه , كالقدرة على الكتابة مثلا :

الجانب المعرفي للقدرة على الكتابة : معرفة ما يمكن كتابته

الجانب الحس – حركي للقدرة على الكتابة : كتابة سهلة للمقروء

الجانب السوسيو اجتماعي للقدرة على الكتابة : التعبير عن الرأي و الأخذ بعين الاعتبار مستوى القارئ

ب - ربط القدرات بأنواع الذكاء

يذهب كاردنير ( Gardner 1984 ) إلى ربط مختلف القدرات بمختلف " الذكاءات ". فبالنسبة له هناك قدرات متعلقة ب :

* الذكاء اللغوي ( الشعر...

* الذكاء المنطقي الرباضباتي و العلمي

* الذكاء البصري ، الفضائي ( الهندسة المعمارية فن الصباغة ...)

* الذكاء الموسيقي

* الذكاء الجسمي ( الرياضة و الرقص...)

* الذكاء التواصلي

* الذكاء الذاتي ( المعرفة و تقدير الذات ...)

ج - التصنيف حسب نوعية " الفعل و المعارف"

يقترح دوكتبل ( De Ketele 1989 ) تصنيف القدرات كالتالي :

معارف إعادة الفعل و تذكر القول ( SAVOIR- REFAIRE ET SAVOIR- REDIRE) ,

فمعرفة إعادة القول( savoir-redire) هي الأنشطة المرتبطة بالقدرة على تذكر معلومات مع الحفاظ على دلالتها , و ينم ذلك في وضعيات متشابهة لتلك التي تم فيها التعلم.

و يمكن أن نميز بين :

- معرفة التذكر النصي ( استعمال نفس الكلمات و نفس الجمل )

- معرفة التذكر المنقول ( استعمال الرصيد اللغوي المنقول )

و موازاة مع معرفة أعادة القول , فإن تذكر الفعل يتجلى في إعادة المهارات و الحركات في وضعية مطابقة لتلك التي تم فيها اكتساب هذه الحركات. و كمثال على ذلك : استعمال مسطرة , استعمال بيكار ...

* معرفة الفعل المعرفي ( SAVOIR- FAIRE COGNITIF)

هي أنشطة تتطلب عملا معرفيا لتحويل حطاب معين : مقارنة , جمع , ترتيب , تحليل , توليف ...

و يحدد دو كتيل (De Ketele 1989 ) معارف- الفعل المعرفي التي ينبغي أن يكتسبها التلميذ عند نهاية التعليم الثانوي , وقبل ولوج الدراسات العليا و الجامعية في القدرات المعرفية الأساسية التالية : القدرات المفاهيمية و القدرات الإبداعية.فالقدرات المفاهيمية تتطور في تفاعلها مع القدرات المنهجية , و القدرات الإبداعية تتطور إذا تفاعلت مع القدرات المنهية و المفاهيمية .

* معرفة الفعل الحركي( SAVOIR- FAIRE GESTUEL)

هي الأنشطة التي تطغى عليها الحركة و تتطلب مراقبة حس –حركية ( controle kinestésique) : استعمال المزولة

و بالإضافة إلى معرفة الفعل- المعرفي و معرفة الفعل الحركي , أدخل جيرار ( Gérard1999) فئة ثالثة من معرفة الفعل و هي التي سماها بمعرفة الفعل السوسيو عاطفي ( savoir faire socio- affectif) و يتعلق الأمر مثلا بالقدرة على الإنصات و القدرة على تبليغ خطاب ...

* معرفة وجدانية ( SAVOIR-ETRE)

المعرفة –الوجدانية هي الأنشطة التي يعبر بها عن الطريقة التي يدرك بها شخصيته ( مفهوم الذات و تقدير الذات) و كذا كيفية تصرفه و رد فعله أمام وضعيات أو مواقف في الحياة بصفة عامة. والمعرفة الوجدانية تستقر في المألوف الباطني ( habituel intériorisé) حيث تحيل إلى منظومة من القيم ( ضمنية أو صريحة , معيشة أو غير معيشة) . و يتجلى هذا الاستنباط في ثلاث مستويات :

مستوى انتقاء المنبهات التي تصل إلى الشعور فالمناقشة بين التلاميذ يمكن أن يفسرها المدرس بثرثرة و هدر , كما يمكن أن يفسرها بتفاعلات بين التلاميذ .

- مستوى التمثلات ( منظومة القيم المرجعية, الإدراكات , المعتقدات ...) و من الأمثلة على ذلك :

- التثمين و التذوق لمادة الرياضيات أو اللغة العربية أو غيرهما

- احترام فكرة أو شخص أ, بيئة ..

* معرفة الصيرورة ( SAVOIR- DEVENIR )

و هي الأنشطة التي تتوقع حالة مستقبلية كتحضير مشروع ( التخطيط لكيفية إنجازه و تقويمه و تعديله...)

2.1.4.3 مميزات ( خصائص ) القدرة

و تتميز القدرة بأربع خصائص رئيسية ( Roegiers X . mars 1999 . pp24-31) و هي :

أ - خاصية الامتداد ( transversalité)

أغلبية القدرات تكون ممتدة ( مستعرضة ), لأنها تكون قابلة بأن تعتمد – بدرجات مختلفة – في مجموع التخصصات. فالقدرة على الرسم تستعمل في الرياضيات أكثر من الاجتماعيات كما تستعمل في الاجتماعيات أكثر من التربية الوطنية...

ب - خاصية التطور ( Evolutivité )

تتطور قدرة معينة مدى حياة الفرد . فالطفل الذي لا يتجاوز سنه عدة أشهر يكون قادرا على المشاهدة لكن هذه القدرة تتطور لديه تدريجيا مدى حياته . و هذا التطور يمكن أن يتم في الزمان بكيفيات مختلفة :

- يمكن له أن يتحقق بسرعة

- يمكن أن بتك بكيفية أكثر دقة

مـــــــــلاحـــــــــــــق

الأسس السيكولوجية لبيداغوجية الأهداف :

الأساس السيكولوجي لبيداغوجية الأهداف السلوكية :

إن الحديث عن بيداغوجية الأهداف يحيلنا إلى مدرسة علم النفس . اعتبرت في حينها ثورة على علم النفس التقليدي الذي كان يعتمد في دراسته للاستجابات اعتمادا على طريقة الاستنباط. و تتجلى ثورة السلوكية في علم النفس لدراسة الاستجابات . وكان الأميريكي واطسون ( Wason 1913) هو أول من وقع " ظهير هذه الثورة .

يعتبر واطسون في كتابه ( Psychology of the behaviorist view it) علم النفس كسلوك ظاهر , بأن منهج الاستنباط لم يعد صالحا للدراسة السيكولوجية . لذا فعليه أن يأخذ كموضوع للدراسة " ما يقوم به الفرد منذ ولادته على حين موته " , أ ي سلوكه. و الدراسة العلمية للسلوك –حسب واطسون - معناها البحث في العلاقة بين المثيرات و الاستجابات , أو ما يرمز إليـــه بالزوج : م س ( R S )

فالملاحظة الخارجية لاستجابات الكائن الحي ( ملاحظة سلوكه ) تكفي لوضع قوانين تسمح بالتنبؤ بمصير الاستجابات لهذه التغيرات أو تلك ... ( لكل مثير "م" استجابة "س" ). ويؤكد واطسون قائلا : " يجب على العنصر السيكولوجي أن يمدنا بمعطيات و قوانين , حيث إنه إذا عرف المثير فبالإمكان التنبؤ بالاستجابة , و العكس بالعكس , فإنه إذا أعطيت الاستجابة بالإمكان تحديد المثير " ( :34 Watson , cite in l' homme au 20ème siècle. Vol. 1. p ) .

استخلص واطسون إطاره النظري من التجارب على الحيوانات ( الفئران على الخصوص ), و حاول تعميمها على الإنسان متناسيا أن الظاهرة السيكولوجية الإنسانية أكثر تعقيدا مما يتصور .و أن هذا الاختزال الذي تتميز به النظرية السلوكية هو ما جعل بول فريس يعتبر أن " النظرية السلوكية كانت باترة mutilante) ) , إلا أن طريقتها تفسر المثيرات و الاستجابات بكيفية فيزيائية و فيزيولوجية خاصة , و هذا ما لا يمكن تبنيه بالنسبة الإنسان . فضعفها النظري يتجلى في كونها لم تأخذ بعين الاعتبار الشخصية و كل مكونات الوضعية .

فبيداغوجية الأهداف , لكي تتماشى مع روح المدرسة السلوكية عمدت إلى تجزيء الأنشطة المدرسية إلى عمليات لا متناهية في الدقة دون اعتبار لذاتية المتعلم و فردانية التعلم , و حرية المدرس في اختيار و تنظيم وضعيات التعلم المناسبة لتلاميذه .

و لتوضيح العمليات التجزيئية التي يقوم بها المعتمدون على بيداغوجية الأهداف في تنظيم التعليم و التعلم , نقدم مثالا من المرجع في التعبير ( كتاب المعلم ) للسنة الأولى الابتدائية ( النظام القديم ). و سنأخذ " أذهب على المدرسة " كموضوع . فلتنظيم هذا الموضوع . تم تقسيمه إلى ثلاث حصص ( حصة التقديم و حصة التركيز و حصة التركيز الثاني ) .و كل حصة يتم تنظيمها أفقيا كالتالي : العمليات , الأهداف , الممارسات و الأنشطة , التقنيات و التوجيهات , الوسائل ,. و التقويم .

أما العمليات بالنسبة لحصة التقديم , فتتكون من التمهيد , التسميع , التعامل مع الشخصيات , الأحداث , الحوار , التوسع في مواقف النص و ما يجب التركيز عليه . و كل عملية من هذه العمليات لها أهداف محددة , "ممارسات و أنشطة " " تقنيات و توجيهات " و وسائل , و تقويم . و سنين في الجدول أسفله كيف تم تنظيم التمهيد بالنسبة لحصة التقديم :

العمليات الأهداف الممارسات و الأنشطة التقنيات و التوجيهات الوسائل التقويم

التمهيد أن يتعرف المتعلمون على موضوع الدرس : المدرسة يجيب المتعلمون على أسئلة مثل : أين تتعلم ؟ يمكن أن يتم التمرن بمشهد يمثل تلاميذ يتوجهون نحو المدرسة أو بعرض صورة للمدرسة مشهد مناسب : صورة مدرسة يوم الأحد نظل بالبيت , لماذا ؟

فلو حاولنا ترجمة هذا المثال إلي مفهوم السلوك عند السلوكية . فإن الهدف سيكون " أن يتعرف المتعلمون موضوع المدرسة "هو المثير و الاستجابة ستكون هي الممارسات و الأنشطة " يجيب المتعلمون عن الأسئلة مثل أين نتعلم ؟ "

فمن خلال هذا المثال البسيط , يتبين أن المعلم يقوم بتمرير هدف معين ( مثير ) دون الأخذ بعين الاعتبار الفوارق الفردية لتلاميذه , لأنه لي ست له الحرية في اختيار ما يلائم تلميذه . كما أن التلاميذ يجب ألا يستجيبوا إلا بالكيفية المطلزية ( المفروضة ) دون اعتبار لمميزاتهم الشخصية .

لربما أن بيداغوجية الأهداف في النظام التربوي المغربي لم تأخذ الثور من قرنيه كما يجب , و لكنها حاولت– قدر الإمكان - أن تكون صادقة مع روح الموضوع.

إعداد :محمد بلكبير عبد العزيز وجدبد لطفي سعيد الجيلالي الدوباجي